لماذا أصدرت الخارجية القطرية بيانها مساء أمس الأول ضد مصر وشعبها؟!.. كيف اختار النظام القطرى دعم «الإرهاب»، والتحريض والسعى لإحراق مصر فى بيان رسمى، وموقف علنى؟!
لم يفهم الكثيرون الهدف من هذه الخطوة التصعيدية من الدوحة.. غير أن قراءة وتحليل ما حدث خلال الأيام السابقة يحمل الإجابات الدقيقة عن هذه الأسئلة، لا سيما أن «مطبخ السياسة» الرابط بين واشنطن والدوحة وأنقرة وتل أبيب تفوح منه رائحة «المؤامرة» كلما اقتربت لحظة الاستفتاء على الدستور المصرى الجديد، والانتخابات الرئاسية والبرلمانية.
إليكم الإجابة.. بالمعلومات من قلب «المطبخ»..!
الزمن حاكم فى هذه التحركات: خلال الأسبوع قبل الماضى بذلت الولايات المتحدة الأمريكية جهوداً خارقة للضغط على الدول الخليجية الداعمة لمصر «السعودية - الإمارات - الكويت» لإقناعها بمطالبة الفريق أول عبدالفتاح السيسى بعدم الترشح للانتخابات الرئاسية.. وأكدت مصادر خليجية بارزة أن ضغوط واشنطن وصلت إلى حد التهديد بالخطر الإيرانى على الخليج، خصوصاً بعد التقارب بين واشنطن وطهران، غير أن الدول الخليجية الثلاث رفضت الرضوخ لرغبة إدارة أوباما، وأبلغت «البيت الأبيض» دعمها المباشر لإرادة الشعب المصرى، ورفضها تدخل واشنطن فى الشأن الداخلى المصرى.
الاثنين الماضى: الفريق «السيسى» يتلقى اتصالاً هاتفياً من نظيره الأمريكى «تشاك هيجل»، مارس خلاله الأخير ضغطاً عنيفاً على «السيسى» لعدم ترشح شخصية عسكرية فى الانتخابات الرئاسية.. وكالعادة كان رد «السيسى» أكثر عنفاً، وأبلغ «هيجل» رفضه الشديد لتدخل بلاده فى الشأن المصرى الداخلى..!
مساء الاثنين الماضى «نفسه»: المجلس العسكرى المصرى يعقد اجتماعاً بكامل هيئته، وعلى رأس «أجندته» مناقشة الضغوط الأمريكية، والتقارير الواردة من دول الخليج واتصال «هيجل».. وانفردت «الوطن» فى عدديها الصادرين فى اليومين التاليين من مصادر عسكرية بارزة بالكشف عما دار فى الاجتماع.. كان القرار واضحاً: الاحتكام لإرادة الشعب والوقوف خلف «السيسى» إذا استجاب للضغوط الشعبية وقرر خوض الانتخابات الرئاسية، ورفض المؤامرة الأمريكية.
صباح الأربعاء الماضى: وصلت الرسالة بوضوح إلى «واشنطن» وحلفائها.. واجتمع المسئولون عن الشرق الأوسط فى مجلس الأمن القومى لمناقشة الموقف «المصرى - الخليجى» الرافض لرغبة أمريكا..!
الجمعة «أمس الأول»: الدوحة تصدر بيانها السافر ضد مصر وإرادة شعبها، تدعم فيه الإرهاب، وتحاول إشعال الحريق أكثر، رداً على موقف مصر وقرارات المجلس العسكرى، وحملات المواطنين لمطالبة «السيسى» بالترشح للرئاسة..!
..فى السياسة.. سادة و«عبيد وخدام».. ويحلو للنظام القطرى أن يغسل «أقدام سيده الأمريكى» كل صباح.. فلماذا نندهش من مواقف «الدوحة» وهى التى اختارت أن تكون «عاصمة الخدم»؟!
الأحد يناير 05, 2014 4:08 pm