كتب ـ محمد ربيع شعبان
عام كارثي عاصف على منظومة النقل في مصر، فمنذ بداية العام والمشهد السياسي المصري يتأزم يومًا بعد يومٍ ليزداد الاحتقان في الشارع المصري نتيجة عنف وإرهاب الإخوان ليصل ذروته بنهاية العام. وجاءت محاولات تعطيل خطوط القطارات والمترو واتلاف وإحراق وسائل النقل أحد أخطر الوسائل التي استخدمها أنصار الإخوان لإحراج الحكومة، وتحمل المواطن المصري تبعاتها المآساوية.
حيث أكد خبراء النقل، أن خسائر منظومة النقل في العام 2013 تخطت الـ"10 مليارات جنيه"؛ نتيجة توقف حركة القطارات وإغلاق محطات المترو واستهداف أتوبيسات النقل العام.
محاولات إرهابية لتفجير القطارات ..
شهد عام 2013 محاولات إرهابية لتفجير خطوط السكك الحديدية وأخرى لتعطيل مترو الأنفاق وإحراق أتوبيسات النقل العام، حيث تعدت خسائر النقل مليارات الجنيهات هذا العام.
واستفحلت مشكلة النقل والمواصلات خلال العام المنقضي الذي شهد كوارث يومية للطرق أبرزها حادث مصرع 50 طفلاً
على مزلقان بأسيوط، وحادث قطار البدرشين الذي أودى بحياة 18 مجندًا تابعين للقوات المسلحة، واختتم العام بحادث قطار دهشور الأليم الذي أودى بحياة 26 مواطنًا.
تراجع أداء السكك الحديدية..
ولم يشهد العام المنقضي أي تشييد للطرق الجديدة، أو إصلاح الطرق القائمة، فضلاً عن تراجع أداء مرفق السكك الحديدية.
وشهد عام 2013 العديد من حوادث القطارات، على الرغم من وعود كل مسئول يتولى وزارة النقل، عن خطط لتطوير منظومة السكك الحديدية، وإعادة هيكلتها للتقليل من الحوادث.
وكالعادة كبش فداء حوادث القطارات هم "عامل المزلقان، أو سائق القطار، أو حتى المواطن الذي قتل" فالمبررات جاهزة.
تولي وزيرين للنقل خلال عام..
لم يولى العام الوزارة دون وضع بصماته اللافتة على وزارة النقل كعادتها، حيث شهدت الوزارة في عام 2013، تولي وزيرين لها هما الإخواني الدكتور حاتم عبد اللطيف، وبعده الدكتور إبراهيم الدميري، والذي تولى الوزارة بعد ثورة 30 يونيو عقب عزل الرئيس محمد مرسي.
ففي النصف الأول من عام 2013، وفي فترة تولي الوزير الإخواني حاتم عبد اللطيف حدث العديد من حوادث القطارات، التي جاءت استكمالا لمسلسل الحوادث الكارثية في مصر خلال فترة توليه للوزارة.
وكان من أبرز حوادث القطارات في عهد عبد اللطيف، حادث قطار البدرشين، حيث لقي 19 شخصًا مصرعهم، وأصيب 117 آخرين، في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء 15 يناير، إثر انفصال عربتين من قطار تجنيد، عند مزلقان أبو ربع بالبدرشين، بمحافظة الجيزة.
كان قطار البدرشين الحربي، يقل 1328 مجندًا من قوات الأمن المركزي، وكانوا في طريق توزيعهم على الوحدات ومراكز التدريب التابعة لقطاعات الأمن المركزي، وقوات الأمن التابعة لوزارة الداخلية.
وفي حادث آخر في 26 مارس 2013، أصيبت طالبتين عندما صدمهما قطار بمنطقة دسوق، والطالبتين هما رانيا إبراهيم الداوودي، 17 سنة، وأصيبت ببتر في الذراع اليمنى، وغادة السيد صابر، 17 سنة، وأصيبت بتهتك شديد بالطرفين السفليين، وكسور بالحوض.
وبعد ثورة 30 يونيو، تولى الدكتور إبراهيم الدميري، مسئولية وزارة النقل، وتوقفت حركة القطارات لثلاثة أشهر، كانت كفيلة لتطوير المزلقانات، وصيانة القطارات، ورفع كفاءتها لتفادي تلك الحوادث.
ولم يتوقف نزيف دم المصريين في عهد الدميري، حيث اصطدم قطار بضائع بسيارة أجرة "مينى باص"، وسيارة نقل أمام مزلقان دهشور بمحافظة الجيزة، فجر الاثنين 18 نوفمبر الماضي، عندما عبرت السيارة الأجرة المزلقان وأدى الحادث إلى مقتل 30 شخصًا، وإصابة 34 آخرون، وأحيل عامل المزلقان وسائق القطار إلى التحقيق كالعادة، كما تم صرف 20 ألف جنيه لأسرة المتوفي، ونسبة من هذا المبلغ طبقاً لحالة الإصابة.
وفى 29 أكتوبر 2013، على مزلقان "الحبشي" بمحافظة المنيا، دهس قطار سيدتين، وشرطي عند مزلقان السكة الحديد؛ مما أدى إلى مصرعهم في الحال.
وفى 10 نوفمبر 2013 خرج قطار "سوهاج – المنيا" عن القضبان قبل دخوله محطة أسيوط حيث خرجت عجلات العربة التالية للجرار عن القضبان، وفي نفس اليوم لقي طفل مصرعه تحت عجلات القطار الواصل، بين مدينتي" منوف ـ بنها".
وفى 16 نوفمبر 2013، دهس قطار شابا أثناء مروره على السكة الحديد، بمزلقان "السلخانة"، بمحافظة كفر الشيخ.
وكشف تقرير رسمي حول أسباب حوادث القطارات، صادر عن الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة، أن 51 % من حوادث القطارات، بسبب العنصر البشري.
وأشار التقرير، إلى أن هيئة السكة الحديد، تركز فقط على الأنشطة اليومية للتشغيل، دون الاهتمام بتأهيل وتدريب العاملين، الذين يبلغ عددهم حوالي 70 ألفًا.
وأرجع التقرير زيادة معدلات الحوادث، إلى التراخي في أعمال المتابعة والمراقبة المستمرة لأداء العمالة الفنية، بجانب عدم الالتزام بقواعد التشغيل التي تحقق الأمان والسلامة، لحركة القطارات.
وأثارت حوادث القطارات المتكررة خلال الأعوام القليلة الماضية، العديد من التساؤلات حول إمكانية توقف هذا النوع من الحوادث التي يسببها الفساد والإهمال من قبل المسئولين عن هيئة السكك الحديدية، من جانب وسلوكيات المواطنين الخاطئة في عبور المزلقانات من جانب آخر.
12 قتيلًا و40 ألف مصابًا حصيلة حوادث الطرق ..
12 ألف قتيلًا و40 ألف مصابًا سنويًا حصيلة حوادث الطرق في مصر حسب الإحصاءات الرسمية، ويقدر عدد ضحايا حوادث الطرق سنوياً بـ1.3 مليون شخص ما بين مصاب وقتيل حول العالم، منهم ما يقرب من 12 ألف قتيل و40 ألف مصاب في مصر فقط حسب الإحصاءات الأخيرة.
مصر الأولى عالميًا بأكثر من 10000 حادث..
تحتل مصر المركز الأول في عدد ضحايا حوادث الطرق حسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية على مستوى الشرق الأوسط بحوالي 13 ألف قتيل و60 ألف مصاب سنويًا، حيث تعد القاهرة المحافظة الأولى في عدد الحوادث نظرًا لسير 2 مليون و51 ألف سيارة في شوراعها.
وتعد مصر الدولة الأسوء عالميًا في حوادث الطرق بمعدل الوفيات العالي جدًا الذي تتصدر به مصر قائمة حوادث الطرق، وتكلف حوادث الطرق الدولة فاتورة كبيرة تبلغ حوالي ملياري دولار سنويًا، وشهد العام المنقضي أكثر من 10000 حادثة حسب آخر إحصاء متاح.
إغلاق محطات لأول مرة منذ إنشاء المترو..
لأول مرة منذ إنشاء المترو في الثمانيات تغلق محطاته، حيث قامت الجهات الأمنية السيادية بإغلاق محطتي مترو السادات والجيزة بعد تخوفات من القيام بعمليات إرهابية في المحطتين، خاصة بعد فض تظاهرات أنصار الجماعة في كل من ميادني رابعة العدوية والنهضة منذ أكثر من 4 شهور.
كما شهدت خطوط المترو وضع قنابل لتفجير القطارات بالمواطنين وهذا ما رصدته قوات الامن، حيث أفشلت حوالي 5 محاولات لوضع قنابل على خطوط ومحطات مترو الأنفاق.
محاولات لتفجير القطارات والمحطات..
استطاعت أجهزة الأمن خاصة شرطة النقل والمواصلات و أجهزة المفرقعات بالداخلية إحباط محاولات فاشلة لتفجير عبوات ناسفة على قضبان محطات مترو الأنفاق، خاصة محطة "حلمية الزيتون".
كما تصدت قوات الأمن لمحاولات كثيرة لتعطيل القطارات ونشر الفوضى والشغب وإرهاب المواطنين في عدة محطات، كما استطاعت إلقاء القبض على العشرات من أنصار الإخوان لمحاولاتهم قطع شريط القطارات والاعتصام بالمحطات وتعطيل الحركة ومصالح المواطنين.
100 مليون جنيهٍ خسائر إغلاق المحطات..
وقدرت خسائر الشركة من إغلاق محطتي السادات والجيزة وتعطيل حركة القطارات بحوالي 600 ألف جنيه يوميًا بمعدل تخطى أكثرمن 100 مليون جنيه حتى الآن.
حوادث المترو في عام..
البداية في 26 يناير من بداية العام لقي طالب مصرعه بعد سقطوطه على القضبان بمحطة الملك الصالح.
وشهد شهر فبراير حادثين لقي خلالهما طفلين مصرعهما بمحطة مترو دار السلام.
وفي 18 أبريل، لقيت سيدة وطفلتها مصرعهما في أثناء عبورهما قضبان المترو بمحطة عزبة النخل، حيث أطاح بهما القطار عقب دخوله للمحطة.
وفي 26 سبتمبر، وقع حادث مروع بمحطة مترو جمال عبد الناصر، حيث اصطدم قطار باحد الشباب انزلقت قدمه من على رصيف الخط الأول حلوان المرج أثناء قدوم القطار الذي لم يستطع قائده التوقف.
وفي 19 يونيو، سادت حالة من الذُعر بمحطة مترو حدائق حلوان، بعد أن سقطت سيدة على القضبان أثناء قدوم القطار، واصطدامه بها، مما أسفر عن مصرعها.
وفي 20 يوليو، أصيب عشرات الركاب بجروح سطحية بسبب اصطدام أحد قطارات مترو القاهرة، بالخط الثالث في محطة العتبة، بالصدادات الحديدية بآخر الرصيف.
أما في 29 سبتمبر، لقي مهندس في وزارة الداخلية حتفه، تحت عجلات قطار مترو الأنفاق في محطة طرة البلد.
وفي 18 نوفمبر، دهس قطار مترو الأنفاق بمحطة حلمية الزيتون فتاة تبلغ من العمر 20 عامًا، بعد أن اختل توازنها وسقطت على القضبان.
محاولات" فاشلة " لفتح محطتي السادات والجيزة ..
كما أن محاولات الشركة المصرية لإدارة وتشغيل المترو برئاسة المهندس عبد الله فوزي، بضرورة فتح محطة السادات من الداخل فقط لتكون "تبادلية" لتخفيف الضغط عن محطة الشهداء التي تعاني من التكدس والازدحام منذ قرابة الأربعة أشهر، إلا أن طلبات الشركة يواجهها الرفض القاطع للاعتبارات الأمنية، هكذا أكد رئيس الشركة المهندس "عبد الله فوزي".
وأشار فوزي، إلى أن قرار إعادة فتح المحطتين في يد الجهات الأمنية السيادية، وأنه لا يمكن إعادة فتحهما قبل ورود موافقة هذه الجهات إليه، موضحًا قرب فتح المحطتين نظرًا للزحام الشديد والتكدس الواضح من قبل الركاب على محطة الشهداء، باعتبارها المحطة التبادلية الوحيدة للخطوط الثلاثة للمترو، بعد إغلاق محطة السادات بسبب إرهاب جماعة الإخوان.
وتوقع رئيس المترو فتح محطتي السادات والجيزة قريبًا خصوصًا أن شركة المترو تعلن جاهزيتها لإعادة تشغيل المحطتين في أي وقت، إلا أن الموافقات الأمنية هي الحائل الوحيد أمام إعادة فتحهما حتى الآن.
16 حادث قطار خلال عام...
ويعد العام المنقضى عام كارثي، لهيئة السكك الحديدية، حيث أودت حوادث القطارات بحياة مئات الأبرياء في ظل تجاهل المسئولين، وشهد معدل حوادث القطارات ارتفاعًا كبيرًا في عام 2013، حيث بلغت حوادث القطارات حوالي 16 حادثًا أشنعهما حادث قطار البدرشين الذي أودى بحياة 18 مجندًا، وحادث قطار دهشور الذي أودى بحياة 26 شخصًا، واحتلت المزلقانات النصيب الأكبر من أسباب حوادث القطارات خلال العام السابق، كما شهد العام تغيير لرئيس هيئة السكك الحديدية الذي خرج لسن المعاش، وتعيين المهندس سمير نوار خلفا له.
البداية بحادث البدرشين والختام بحادث دهشور..
شهد شهر يناير 2013 وتحديدًا فى الدقائق الأولى من يوم 15 يناير، اصطدام العربة الأخيرة من قطار محمل بجنود أمن مركزى بقطار بضائع متوقف عند منطقة البدرشين، ووقوع العربة على القضبان، واستمرار القطار فى جرها نحو كيلومتر قبل أن تنفصل عنه تمامًا، متحطمة ومودية بحياة نحو 18 مجندًا وإصابة 120 آخرين، تتراوح أعمارهم جميعا بين 20 و21 عامًا.
واختتم العام كوارثه بحادث قطار دهشور، حيث لقي 26 شخصًا مصرعهم، وأصيب 28 آخرين جراء اصطدام قطار بضائع بسيارة "مينى باص" بمنطقة دهشور بمحافظة الجيزة، وذلك بعد أن اقتحمت السيارة المزلقان دون ملاحظة القطار القادم؛ مما أدى للاصطدام المباشر.
1.8 مليار جنيه خسائر "السكك الحديد" العام الماضي..
كشف تقرير الحساب الختامى لموازنة الهيئة القومية للسكك الحديدية في الموازنة العامة للدولة عن العام المالى المنتهى فى 30 يونيو الماضى، خسائر قدرها 1.8 مليار جنيه.
حظر التجوال وخسائر توقف القطارات..
أعلنت هيئة السكة الحديد، أن خسائر الهيئة جراء توقف حركة القطارات منذ ثورة 30 يونيو بلغت نحو 600 مليون جنيه “87.2 مليون دولار”.
حيث أوقفت السلطات المصرية، حركة القطارات بين القاهرة ومحافظات الجنوب والشمال، عقب احتجاجات لجماعة الإخوان على ثورة 30 يونيو.
حرق الأتوبيسات ومترو مصر الجديدة أبرز معالم العام..
وتمثلت أبرز معالم السنة بالنسبة لهيئة النقل العام هو اضرام النيران بعدة أتوبيسات؛ مما أدى إلى تدميرها بالكامل، وشهد العام قيام أنصار الجماعة الإرهابية باضرام النيران في مترو مصر الجديدة الذي كبد الهيئة خسائر قاربت المليون جنيه، وتحملت الهيئة على مدار عام فاتورة إضرابات واعتصامات وعنف الإخوان، وكل ذلك على حساب المواطن البسيط.
كما اختتم العام مصائبه على منظومة النقل بمحاولة تفجير أتوبيس هيئة النقل العام بمدينة نصر بواسطة عبوة ناسفة.
455 خسائر النقل العام في 2013..
و أكدت المهندسة منى مصطفى، رئيس هيئة النقل العام، أن خسائر الهيئة تجاوزت 455 مليون جنيه خلال العام المنتهي، بينما لم تتجاوز خسائرها خلال العامين الماضيين عقب اندلاع ثورة 25 يناير 136 مليون جنيه.
الثلاثاء ديسمبر 31, 2013 12:50 am