تباينت أراء مجموعة من أساتذة جامعة الأزهر بشأن مصير الطلاب داخل الحرم الجامعي بعد وقوع العديد من الاشتباكات بين قوات الأمن والطلاب، والتي أسفرت عن اتلاف وحرق العديد من المنشأت خلال الأيام الماضية.
رسوب للجميع
رأي الدكتور حسين عويضة، رئيس نادي أعضاء هيئة تدريس جامعة الأزهر، أن الحل الأمثل لتلك الأزمة إغلاق جميع المدن الجامعية وإيقاف الدراسة واعتبار السنة الدراسية رسوب لجميع الطلاب.
وعلل ذلك بقوله ''أن الجزاء من جنس العمل''، معتبرا أن هذا أمر يتفق عليه الجميع وفقا للظروف الموجودة التي تستوجب ذلك، مشيرا إلى أن الحكم يكون من خلال الواقع الفعلي وليس من الخيال وذلك الواقع يقول أن الطلاب يجلسوا طوال الليل في المدينة الجامعية ليخططوا لضرب الأساتذة والعمداء وحرق الكليات والأشجار والأخشاب.
وأضاف خلال تصريحات هاتفية لمصراوي أن شغب الطلاب لم يكتفي بالحرم الجامعي فقط بل انهم تعرضوا للمواطنون في الشارع فقطعوا الطريق عليهم، واعتدوا على سكان العمارات المجاورة، وحرقوا المحلات، قائلا: ''طلقات الخرطوش أمام المدينة بالأكوام''.
وأكد عويضة أنهم يعيشوا ''24 ساعة مرار وعذاب'' بسبب هؤلاء الطلبة، مستنكرا من يدافعوا عنهم ويقولوا عليهم ''أولادنا'' مشيرا إلى انهم ارهابيين يفعلوا كل أنواع العبث في الدنيا من قتل وتخريب وحرق.
وألقى جزء من اللوم على الشرطة، مؤكدا انها لو استجابت لمناشداته منذ بداية الأحداث، وقبضت على هؤلاء الطلبة، لما حرق الكنترول ولم يكن سيحدث كل هذا.
وأكد بان الطلاب الشرفاء هجروا المدينة الجامعية بمدينة نصر، وانتقلوا للمدينة المفتوحة لكل الطلاب بأمبابة، فيما آجر آخرون شقق سكنية كي لا يجالسوا الإرهاب في المدينة بالإزهر –على حد قوله-.
وأوضح أنه لم يتبق داخل المدينة الجامعية بالأزهر، الا النصف الذي يحصل على السلاح من كرداسة ويمتلك الخرطوش، لذا فالحل الوحيد من وجهة نظره أن تدخل الشرطة وتقبض عليهم جميعا ويتم حساب السنة لهم رسوب.
الغاء الدراسة ظلم
بينما أوضح الدكتور محمد عبد المنعم، أستاذ العلوم بجامعة الأزهر، أن ما يحدث يرجع لسببين أولهما أن معظم الطلاب غاضبين من الأمن بسبب القبض على زملائهم، لأن هناك عدد منهم ليس له ذنب ويؤخذ بعد انتهاء المظاهرة مما يشعل غضب زملائهم.
وأضاف أن السبب الثاني هو تعاطف المتظاهرين مع جماعة الأخوان المسلمين، مؤكدا أن اقتراح الغاء الامتحانات ظلم كبير للطلاب.
وأشار إلى انه بالرغم من وجود مجموعة من الطلبة لا تريد استمرار الدراسة، ولكن بعد تكبد الطلاب عناء المصاريف طوال العام سيكون الغاء العام الدراسي ظلم لأولياء الأمور؛ لأن الغالبية العظمي من طلاب الأزهر متوسطي الحال وأقل من متوسطي الحال.
وشدد ''عبد المنعم'' في حديثه لمصراوي على ضرورة استمرار الدراسة واستكمال العام الجامعي، مضيفا ان غلق المدينة الجامعية ايضا قرار خاطئ وسيكون حل لمشكلة بمشكلة أكبر فأين سيذهب الطالب الذي يعيش في أسوان والأقصر مثلا.
وأضاف أن الجامعة تصرفت بشكل قانوني عن طريق الغاء وجود عدد من الطلاب بالمدينة لأنهم اضروا بالجامعة واعتدوا علي الامن.
وانتقد أستاذ الأزهر تصرفات الطلاب أيضا الذين يكتبوا عبارات مسيئة للشرطة والجيش ومشايخ الأزهر على الجدران ،وكلام مهين للجامعة، مشددا على أن الطالب عليه ان يعبر عن اراءه السياسية خارج أسوار الجامعة، قائلا: ''لسنا مجال لعراك سياسي''.
الحوار هو الحل
وأشار دكتور محمد عبد المنعم إلى أن محاضراته مستمرة برغم وجود مظاهرات حول المدرج، مضيفا انه حاول أكثر من مرة الحديث مع المتظاهرين ولم يجد استجابة.
وأكد على ان الطلبة المتظاهرين أكدوا مرارا وتكرارا أنهم ليسوا ارهابيين، مشيرا إلى تركهم أكثر من مرة ورقة على سيارته قالوا فيها ''مرت المظاهرة من هنا، وسيارتك سليمة لم يحدث لها شئ، فلسنا ارهابيين ولا نؤذي أحد''.
ورأي ان الحل يكمن في الحوار مع الطلبة بطريقة ما، عن طريق أساتذة الجامعة محل الثقة بالنسبة لهم، بوجود رئيس الجامعة ونوابه، مشيرا إلى انه رغم وجود طلبة ''متهورة'' لكن كثيرون منهم سيقبل بالحوار، مستنكرا من استمرار الأمر على هذا النهج م نخلال العنف والعنف المضاد.
واتفق معه في الرأي الدكتور عواد عبده، رئيس قسم العلوم بجامعة الأزهر، قائلا أنه من الضروري اتباع الطرق التربوية مع الطلاب، مطالبا بضرورة جلسوهم مع أساتذة علم نفس بالجامعة لتوجيههم والتحدث معهم وتوعيتهم، معتبرا انه لو استجاب نصفهم فهذا سيكون أمر ايجابي.
ورفض اقتراح غلق المدينة أو اعتبارهم راسبين، معتبرا ان هذه الاقتراحات تصرفات انفعالية لا تجوز، معلنا انه سيقف ضد اتخاذها.
وبرر ذلك بان من يدمر، يقف بجواره إنسان جيد، فاذا فصلنا زميله سيتحول الشخص الجيد لمشاغب، متسائلا هل لو كل شخص عنده ابن عاق سيقتله؟ بالطبع لا.
ومن ناحية اخري شدد على ضرورة ادراك الطلاب ان حرق وتخريب الممتلكات سيدفع ثمنها الجميع، مما سيتسبب في خسارة للجميع.
أخلاق متدنية
من جانبها، أيدت الدكتورة أمنة نصير، أستاذ العقيدة والفلسفة الإسلامية بجامعة الإزهر، اقتراح غلق المدينة الجامعية واعتبار السنة رسوب لجميع الطلاب، مبررة ذلك بأن هؤلاء الطلبة لا يستحقوا بهذه الاخلاق السيئة والتطاول على البشر والحجر أن يكونوا في الجامعة.
وتساءلت بأي حق يدخلوا هذا المكان بهذه الأخلاق المتدنية، مشيرا إلى انهم لم يحترموا أساتذة أو بناية أو حتى الدولة.
واستشهدت ''نصير'' بحديث شريف قائلة ''يصدق فيهم قول رسول الله ''صلي الله عليه وسلم''( لا تُعلموا أولاد السِفَلة العلم، وإن علمتموهم لا تولوهم)، هذا القول الكريم من سيد الخلق ينطبق تماما علي هؤلاء السِفَلة''.
الجمعة يناير 03, 2014 2:37 am