فيما بدا دفعاً أمريكياً بحلفائها فى المنطقة بعد الفشل فى ممارسة أى ضغوط على مصر، وفيما بدا «هجوماً منسقاً» بين قطر والسودان وإيران، شن وزير الدولة السودانى الرشيد هارون، هجوماً على مصر، وزعم مجدداً أن «حلايب» سودانية، وقال إن «المنطقة سودانية مائة فى المائة». ونقلت صحيفة «آخر لحظة» السودانية عن «هارون» قوله، خلال ندوة نظمها الاتحاد العام للطلاب السودانيين: إنه «حال حدوث نزاع بين البلدين حول حلايب، فإن السودان سيلجأ إلى المجتمع الدولى لحسم الأمر، بالتى هى أحسن». فيما اكتفى كمال الدين حسن، السفير السودانى فى القاهرة، بقوله لـ«الوطن»، إنه يتمنى وجود تفاهمات إيجابية بين البلدين.
فى المقابل، رفضت مصر تلك التدخلات، وقال مصدر حكومى مسئول لـ«الوطن» إن ما تردد على لسان المسئول السودانى مجرد أطماع وأوهام، إنها منطقة مصرية خالصة، والتنازل عنها بأى شكل من رابع المستحيلات.
وقالت مصادر دبلوماسية لـ«الوطن» إن وزارة الخارجية تتجه إلى استدعاء مدير مكتب رعاية المصالح الإيرانية لدى مصر مجتبى أمانى وإبلاغه رفض مصر تدخل إيران فى الشأن المصرى، رداً على تصريحاته وتصريحات المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية مرضية أفخم، عن قلق بلادها تجاه تأزم الأوضاع فى مصر، ووصفها أحداث الجمعة الماضى بأنها مواجهات بين القوات العسكرية والأمنية والمتظاهرين. وقال السفير بدر عبدالعاطى، المتحدث باسم وزارة الخارجية، فى بيان أمس، إن مصر تستهجن تصريحات المسئولة الإيرانية والقائم بالأعمال الإيرانى، عن الأوضاع فى مصر، معلقاً: «الحكومة مسئولة أولاً وأخيراً أمام الشعب المصرى».
وفى تطور جديد لرد الفعل المصرى على بيان التدخل القطرى، قررت وزارة الخارجية استدعاء محمد مرسى سفير مصر لدى قطر، للتشاور، بعد انتهاء الاستفتاء على الدستور. وقالت مصادر دبلوماسية لـ«الوطن» إن نبيل فهمى، وزير الخارجية، كلف «مرسى» بنقل رسالة احتجاج إلى الحكومة القطرية تعكس الاستياء الشديد والرفض الكامل لمضمون بيان وزارة الخارجية القطرية الذى فجر الأزمة. وقال «مرسى» إن القاهرة لن تسمح لأى دولة بالتدخل فى شأنها الداخلى.
وقالت صحيفة «واشنطن بوست» إن انحياز قناة «الجزيرة» وفبركتها جعلت منها عدواً لمصر، شعباً وحكومة، فالقناة القطرية لم تتوانَ منذ الإطاحة بمحمد مرسى عن وصف ما حدث بـ«الانقلاب»، وهو الوصف الذى لم تستخدمه أمريكا نفسها، كما تبالغ فى قوة الاحتجاجات المؤيدة للإخوان بتركيز الكاميرات على أعدادهم الصغيرة.